Tag Archives: تربية الأبناء ، الهواتف الذكية، القلق على الأبناء، تعديل السلوك النفسي ، التنمية الذاتية ، مهارات تربية الأط

الهواتف الذكية بعالمها العارم.. تحت لمسات أبنائنا

لا تتوقف التقنيات الحديثة للأجهزة الذكية وأنظمة الإتصالات عن مفاجأتنا كل يوم بإبداعاتهم الجديدة والميزات التي توفرها تلك الهواتف الذكية وأجهزة الإتصالات الأخرى ، والإمكانات العظيمة التي تساعدنا على إنجاز مهامنا بسرعة فائقة ودِقّة عالية وسهولة، حتى أصبحت تلك الأجهزة في بيوتنا جميعاً وفي متناول أبنائنا.

ولكن هل تلك الأجهزة آمنة للأبناء؟

هل يجب مراقبة أجهزتهم والبحث فيها بين الحين والآخر؟

هل عدم جلب تلك الأجهزة للأبناء أو عدم الأتيان بها الى المنزل كفيل بإبعادهم عن دائرة الخطر المتعلقة بها؟

في هذا المقال نُسٓلِّط الضوء على موضوع غاية في الأهمية ومليء بالتفاصيل الصغيرة والجوانب المتعددة والتشعبات.

أولاً: يجب التعامل بمحبة مع الأبناء وتقديرهم وإعطاءهم الثقة كاملة ،لأن الثقة لا تتجزأ ، وهم أبناؤك وتربيتك أنت بأسلوبك ومنطقك ورؤيتك ويجب أن يكون الأهل على وعي بالتغيرات والتطورات التي تحدث مع الإبن أو الإبنة وأين هم من حياتهم الآن ، وفي أي المراحل هم؟
لأن لكلٍ منهم إحتياجات مختلفة بالطبع وزوايا ورؤى خاصة يريدون إثباتها، ومصاحبة الأهل للأبناء هي الطريقة الأمثل لِكسبِهم بصدق والوصول لمعرفة كيف يريدونك أن تثقٓ بهم؟
.

ثانياً: فكرة أو مبدأ التفتيش في الأجهزة الإلكترونية الآن مثل الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية المتصلة بالإنترنت وأجهزة الحاسوب الثابتة والمحمولة وما نحو ذلك.. لا يُغني ولا يُسمن من جوع لأن أغلب برامج التصفح الإلكتروني إن لم تكن جميعها توفر إمكانية وخاصية زيارة وتصفح المواقع الإلكترونية بدون حفظ وأرشفة الروابط أو الصفحات أو المواقع على الجهاز.

وبمجرد إغلاق المُتصفح تُمسح البيانات وتُحذف العناوين التي تمت زيارتها من سِجل الأرشيف ولا يمكن العثور عليها أو رؤيتها.

ثالثاً: فكرة ومبدأ معاقبتهم بسحب وأخذ الجهاز منهم أو عدم جلبه لهم من الأساس هي أيضاً ليست فكرة خلّابة أو مُغرية، أو الفكرة الأفضل على الإطلاق.

إن التفوق والتطوّر التقني والمعلوماتي الدؤوب بديع وثري ويوصلك الى صُروح العلم وبوابات المعرفة والمعلومة دونما استئذان، وفي اي وقت تريده.

وفي حقيقة الأمر ان قوة و تأثير وميزات تلك الأجهزة الذكية المحمولة كما تعلمون تعددت واختلفت وتنوعت ألوانها وأشكالها حتى أصبح حصرها وذكرها جميعها ضٓربٓ خيالٍ ومستحيل.

فلماذا نريد أن نمنعهم من المعرفة ونحرمهم من تلك الملايين من الهدايا؟.

بالكثير من الحكمة في التوجيه والإرشاد، وتقوية الوازع الديني لديهم وإشعار الإبن أو الإبنة بعظمة الخالق سبحانه وتعالى وكيف يرتضي مُحباً لربّه عابداً إياه لا يؤمن بإلهٍ غيره، أن يراهُ اللّه وهو يعصيهِ دونما إستحياء؟.

رابعاً: إنتظار السوء والمصائب وتوقع حدوثها من الأبناء. تلك الأشياء جميعها لا تفيد في تحسين الأمر إطلاقاً، بل تجعل المصائب تأتي إليك.

وأيضاً تكرار الأقوال البائسة التي تدفع للإحباط والسلبية، تلك الأقوال تُشعر الإبناء أنهم ليسوا جديرين بثقتك ويشعرون بعدم التقدير، هنا نسبة تقدير الأبناء لذاتهم تنخفض.

وتظهر بعض العلامات يمكن ملاحظتها كالإنطوائية والإنعزال والخوف من التحدث على الملأ، وحينها يبحثون عن التقدير و الإحتضان في مكانٍ آخر يُمكنهم من صُنع عالم آخر، يختارونه ويشكلونه بأنفسهم كما يريدون.

ثم يقررون من سيدخل ضمن عالمهم الإفتراضي.

وتلك الحاجة الماسة للشعور بالتقدير، والإنبهار بالحرية المطلقة الموجودة في ذلك العالم المُتجمِّل المليء بالمفرقعات، تجعل منهم عُرضة لتطاير الشظايا.